الاثنين، 4 أبريل 2011

مكر مفر مقبل مدبر معا .... كجلمود صخر حطه السيل من عل

ليس أبلغ من صدر هذا البيت في وصف ما حدث يوم الأربعاء الدامي، الثاني من فبراير، والذي عرف بعد ذلك بموقعة الجمل.
ليس من الغريب أن تسمى معركة حربية حدثت في عام 36 هجرية بموقعة الجمل، ولا غرابة أيضا في أبيات شعريه نظمها إمرؤ القيس في العصور الجاهلية يصف فيها حصانه بالمكر المفر، ولكن الغرابة كل الغرابة والغباء و العجب أن ترى ذلك الجمل وذاك الفرس في القرن الحادي والعشرين يغزوان أرقى ميادين القاهرة!
يبدوا أن الصمود العظيم لثوار التحرير أمام المدرعات و القنابل و أحدث أسلحة القنص أفقد أباطرة النظام صوابهم ، وأصاب عقولهم بانتكاسة زمنية أعادتهم سنينا إلى الوراء !!
خيل و جمال يعتليها بلطجية همج مسلحون، عصيٌّ و خناجر و حجارة مسنونة، كل هذا لمواجهة عزل مسالمين كانوا في ميدانهم يعكفون، ويمرحون ويغنون، بالحرية يحلمون، ولكن ما أن بُغي عليهم حتى انتفضوا كالأسود ، اقتلعوا الحجارة من الأرصفة ووقفوا في مداخل الميدان يشكلون ما أسموه بالجبهة ، وبدأوا يتساقطون شهداء و جرحى ، ورغم ذلك لم تخلوا الجبهة أبدا، فكلما سقط جريح أو شهيد وقف غيره مكانه غير مكترث لما يرى من قتل ودماء.
استمرت المعركة ساعات طويلة وشهداؤنا يتساقطون ، ومزيد من البلطجية يتوافدون، والقناصة من فوق المباني يقصفون، وبدأت الاستغاثات من أهل الميدان يناشدون الأطباء بالتوجه إلى هناك، وفعلا ورغم كل هذه الأخطار، توافد الأطباء المتطوعون ومعهم عدتهم إلى الميدان ، وأقاموا هناك مستشفيات بإمكانياتهم البسيطة، يعالجون فيها من يستطيعون، ويتصلون بالإسعاف لمن لايتمكنون من علاجه.
وما أن ارتفع اّذان الفجر حتى استوحش الطغاة أكثر وأكثر، وكأنهم عزموا أن لا تطلع الشمس إلا وقد أبادوا أهل الميدان، ولكن لم يكن لهم ما أرادوا، لقد صمد الأبطال حتى أنهكوا أولئك البلطجية، فعادوا مهزومين، و مرة أخرى انتصر الأحرار، وساقوا كثيرا من الغنائم والأسرى.
أما الأسرى، فقد قيدوهم و أودعوهم سجوناً خاصة (محطة مترو الأنفاق) واستجوبوهم ثم سلموهم للجيش، وأما الغنائم ، فماذا تكون غنائم مثل تلك الموقعة سوى سرج أو لجام أو حصان ؟! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق